إحساسي بكَ
كشُعاعِِ الشمسِ
عندَ الفجرِ
و ألمسُكَ كالبلورةِ
في حباتِ الندى
و أن أشمكَ عطراً
و رحيقاً للزهرِ
و الجنونُ مني
أن أرسمكَ بين طيّات
أوراقِ الشجرِ
و أن أجدكَ
بين سطورِ الأرضِ
و أتذوقُكَ
في حلاوةِ كلِ الثمرِ
جنون
أن أرى وجهكَ
في فنجانِ القهوةِ
و في أحلى الصورِ
جنون
أن أقرأكَ في جريدةِ
الصباحِ بين الخبرِ و الخبرِ
أن أسمعكَ بصوتِ
طيرٍ لا بحديثِ بشر
جنون مني
أن أراكَ
في سماءِ النهارِ نجمةٌ
لا بل عندَ الظهيرةِ قمر
جنون
أن تمشي
معي خطوةً ... خطوة
أن تكون لي بين العثراتِ
جسراً و بين الحفر
و الجنون مني
أن أظنُّكَ بين الأزقةِ
و في كلِّ الطرقات
طائراً ..
راكباً..
ماشياً..
عائماً..
أو وافقاً على ضفافِ النهر
جنون أن أراكَ
بين اللألىءِ و المرجان
تسكنُ قوقعةً في قاعِ البحر
و الجنون
أن تكون عندي
مثلَ كلِّ البشر
أحبك
جنونٌ أنْ أرقدَ
في عرضِ الأرضَ فتهتزُ بفعلِ نبضي
و أنْ يثورَ البركانُ من نارِ شوقي
جنونٌ أنْ أظنَ سهرَعيني قدْ ولى
و أنْ ساعةَ الفجرِ قدْ لاحتْ في عمقِ ليلي
و أنْ تتجمدَ العيونُ في صفحةِ السماءِ
وأنْ أرى نجمَ سُهيلٍ يدنو مني
جنونٌ أنْ يتسابقَ الهواءُ
صباحَ مساء ليُحركَ للحبِ نظري
و الجنونُ أنْ تتوقفَ مخيلتي
جنونٌ أنْ تتراقصَ النجومُ عرائساً حولي
وأنْ تَحيكَ الغيومُ ثوباً لظلي
جنونٌ أنْ تلاطفني النسمات
و أنْ تغازِلَني الكلمات
و أنْ تَعلو أوزانَ البحرِ
في شعري و نثري فوقَ الموجات
و أن تسبحَ في الأحاسيسِ ســفني
جنونٌ أنْ تتمايلَ النخلات
و أنْ يتساقطَ الثمرُ كالنجمات
و أنْ تتطايرَ أزهارُ اللوزِ تمازِحَني
و الجنونُ أنْ تسكتَ الألسنَ
و العيونُ تخاطبني
الخطى تلاحقني
و الأفكار تراقبني
جنونٌ أنْ يحتفلَ بعيدهِ الشجر
و أن يتراشق بالحلو الثمر
و أن يدور حولهم القمر
ليلتقط للذكرى لهم أبهى الصور
جنونٌ أنْ يذوبَ الثلجُ في الصيفِ
و أنْ يتبخرَ المطرُ في المطرِ
و أن يشيخَ عشبُ نيسانَ
و أنْ تزهو الأزهار لحظةَ الموتِ
و الجنونُ أنْ ....
جنونٌ أنْ تهربَ الأحرفُ مني
لأطارِدَها فوقَ السطور
و أنْ ألملمَ الحركات
و أمحوالنقاطَ أرممُ الأفكارَ
و أنْ أراكَ تكتبني
تاريخاًعلى مرِِّالعصور
و للوطنِ تضاريساًًترسمني
جنونٌ أنْ أزرعكَ في أرضي بذرة
و أنْ تكونَ في فكري فكرة
أو أنْ أسقيكَ من دمعي قطرة
وأنْ أقطفكَ في سلتي ثمرة
الجنونُ أنْ أمنحكَ سهوةً بنظرة
جنون
حبـــــــــــــك
جنون هذه المرة