لطالما هزمني سراب، معركتي معه دائما تكون خاسرة، لأنه محبب، تماه للماء في صحراء و إغراء بوجود واحة هناك.
لطالما هزم حقيقتي ذلك السراب، و أماتها و أقبرها، لكن ما الذي يمكن أن يبعثها و ينشرها و هي رميم داخلي، لا أعرف ربما بقايا مقاومة و تاريخي جيني مكتوب على كل ذرة فيه الحقيقة...أنا لا أستطيع أن أسافر بحقيبة وهمية بل أعبر محطات هذه الحياة بحقيقة حتى لو كانت ثقيلة...
اليوم لن أتبع السراب، لن أجري خلفه كطفلة تبكي و دموعها تحجب عنها الرؤية.
قررت أن لا أعيش في سراب ، اليوم قررت أن أتخلى عن دور الصحراء إن لم أكن ربيعا إن لم أكن ربيعا فسأصير جبلا...
جبل يداعب السماء و عيني على جبل آخر و يوم يكون اللقاء فإما عبر جسر أو هزة تنسف الجبلين ليصيرا ترابا فيكون اللقاء...