السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
قال تعالى(يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)...
إنه شرف العلم,,,فأبشر أيها المعلم....
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_:"ان الله وملائكته واهل السموات والارض
حتى النمله في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير"
فهل علمت عظيم أجرك ومقدار ثوابك....
فكفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لايحسنه,ويفرح به إذا نسب إليه.
وكفى بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه,ويغضب إذا نسب إليه...
وقالوا:
تعلم إذا ما كنت لست بعالم....فما العلم إلا عند أهل التعلم
تعلم فإن العلم أزين للفتى....من الحلة الحسناء عند التكلم
...........................
فيا أيها المعلم...
يا من رفعك الله وشرفك...
إن التعليم مسؤولية عظيمة وأمانة ثقيلة,من تحملها فليعطها حقها...
إن المعلم هو النموذج والقدوة الحسنة والمثال المحتذى.
المعلم تطبيق عملي للقيم والأخلاق والمبادئ.
المعلم علم غزير وأدب جم.
المعلم ذوق ورقي في الطرح والتعامل.
المعلم هو المربي والمؤدب.
هكذا ينبغي أن يكون المعلم.
إن للعلم آدابا وأولى الناس بها هو العلم.
فما أثقلها من أمانة قد حملها...
وياله من عز وشرف حظي به.
فهو تكليف وتشريف.
.................................................
لكن لو تأملنا ونظرنا في واقعنا قليلا,وأردنا المقارنة بين ماهو كائن,وبين ماينبغي أن يكون....
لوجدنا فرقا هائلا وبونا شاسعا,بين مانعلمه من مثالية المعلم,ومانراه من تطبيقاته وممارساته اليومية....
تجد مفارقات عجيبة تصيبك بالذهول والحيرة مما رأيت.
تجد واقعا مرا وحقيقة صعبة قاسية.
فلم يبقى من المعلم إلا اسمه فقط,فقط,فقط...
ذهب العلم والأدب.
فلم يعد مستغربا أن يدخن المعلم أمام طلبته,بل هو شئ عادى,وربما لاتكتمل شخصية المعلم إلا والسيجارة في فمه....
ليس غريبا أن نجد معلما يسب الدين في الحصة,ويتكلم بفاحش الكلام!!!.
ليس عجبا أن نجد معلم ابتدائي يعاقب طالب في الصف الأول بوضعه في سلة القمامة!!!...
ليس عجبا أن تعاقب معلمة طلابها بضرب رؤوسهم بالسبورة!!!.
ليس عجبا أن ترى معلما وبكل أريحيته,يصفع طالبا على وجهه(يعني كف)!!.
لو انتبهنا لشئ لوجدنا أن معلمينا يحفظون جميع أسماء الحيوانات,لماذا؟
الجواب سهل حتى ينادون بها الطلبة....
وغير هذا كثير ,فهذه نقطة من بحر,وغيض من فيض...
هذا في الجانب السلوكي فقط للمعلم....
أما عن الجانب الأشد ظلاما وسوادا,هو الجانب التعليمي....
فمن عجيب ما رأينا أن نجد معلم خريج قسم لغة عربية لايجيد القراءة,بل يطلب من أحد الطلبة المتفوقين أن يقرأ هو أولا ,ثم يقرأ بعده المعلم.
ومما يضحك أن نرى معلم فيزياء يكتب مسألة على السبورة,ثم يجلس في آخر الفصل,ويقرأها من الكتاب,وبعدها يقول(فهمتوا)....
يا أيها المعلم الجاهل مافهمنا وعرفنا إلا أنك أجهل من طلبتك,بل بعضهم أذكى منك...
وغيره كثير,لا كثر الله منهم...
فكم نأسى ونحزن على أبنائنا وإخواننا عندما نذهب بهم إلى ما يسمى(المدرسة)....
فقف مع نفسك أيها المعلم,وانظر هل أنت كفؤ لهذا العمل...
ليس عيبا أن تتعلم وتقرأ وتسأل....
بل كل العيب بقاءك على جهلك وتخلفك ....
نعم يوجد من المعلمين من هم حقا مثال يحتذى به,لكنهم قلة,توارت خلف هذا الدخان الكثيف من الأساتذة الجهال....
ولعل بهؤلاء القلة المخلصة من المعلمين تيسر العملية التعليمية...
فهى دعوة لك أيها المعلم ,أنت تعيد النظر في حالك,وما وصلت إليه من وضع ردئ,جعلتك محل سخرية واستهزاء من كل أحد.....
وهذه الأسطر ,ليست بكلمات حاقد ولا حاسد....
بل هي كلمات محب لك مشفق ناصح...
فخذها بعين الأنصاف,ولا تتكبر عنها...
فمانال العلم من تكبر....
فبالعلم تبنى الأمم وتتقدم الشعوب,والمعلم هو صاحب الخطوة الأولى...
فتنبه لدورك وتحمل مسؤولياتك....
وفق الله معلمينا ,وأصلح حالهم,ونفع بهم...